أحداث النهاية ( 2 )

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد


تكملة التمهيد :
وتضيف أيضاً الكاتبة الأمريكية ( جريس هالسل ) فى كتابها ( النبوءة و السياسة ) : ...أن تاريخ الإنسانية ينتهى بمعركة أو بكارثة نووية تدعى ( أرمجدون Armageddon ) وأن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذى سيحكم بعد عودته على جميع الأحياء و الأموات على حدٍ سواء ) .
بل وهناك أكثر من ثمانين ألف قسيس إنجيلى بروتستانتى يدينون بهذه العقيدة ، وينشرون معتقدهم هذا ورسائلهم تلك عبر مئات المحطات الإذاعية والتلفزيونية .
ومن أشهر هؤلاء القس الأمريكى ( جيمى سواجارت ) الذى يقول : ( كنت أتمنى القول : إننا سنحصل على السلام ولكنى أؤمن بأن ( هرمجدون ) مقبلة .. إنها قادمة ، وسيخاض غمارها فى وادى ( مجيدو ) إنها قادمة .. إنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التى يريدونها ، إن ذلك لن يتحقق شيئاً ..
إننى لا أخطط لولوج جهنم القادمة .. إن الإله سوف يهبط من عليائه .. يا إلهى إننى سعيد من أجل ذلك .. إنه قادمٌ ثانية .. إننى لا أكترث لمن تسبب ( هرمجدون ) القلق والمتاعب .. إنها تنعش روحى ) .
وفى حديث للرئيس الأمريكى ( رونالدريجان ) نشرته صحيفة ( Jerusalem post ) بتاريخ 28 \10 \ 1983 م مع المدير التنفيذى للوبى الصهيونى ( الإيباك ) قال ريجان : ( حينما أتطلع إلى نبوءاتكم القديمة فى العهد القديم وإلى العلاقات المنبئة عن معركة عن معركة ( الأرماجدون ) أجد نفسى متسائلاً عما إذا كنا نحن الجيل الذى سيرى ذلك واقعاً ، ولا أدرى إذا كنت قد لاحظت مؤخراً أيّاً من هذه النبوءات ولكن صدقنى إنها قطعاً تنطبق على زماننا الذى نعيش فيه ..) .
أقوال كثيرة - ولا أريد إطالة النفس أكثر من هذا - تؤكد أن الأمر ليس مجرد كلمات أو أوهام ، بل عقيدة راسخة فى أذهان وقلوب القوم !!
وأود أن أؤكد أننا نعتقد أيضاً اعتقاداً جازماً أن كلمة ( هرمجدون ) ليست من كلام النبى الصادق صلى الله عليه وسلم ، ولا يستطيع عاقل فضلاً عن عالم أن يقطع ويجزم بأنها هى هى الملحمة الكبرى التى أخبر عنها الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى فى حديثه الصحيح الذى رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق ).
من الروم ؟ الروم : هم بنى الأصفر .. امتدادهم الآن فى العصر الحديث الأوربيون و الأمريكيون .
وأين الأعماق ؟ الأعماق : هى قلب بلاد الشام .
ولقد تعمدت أن أرجع إلى قواميس اللغة القديمة لأقف على معنى هاتين الكلمتين : ( الأعماق ) و ( دابق ) ، فوجدت فى قواميس اللغة أن الأعماق : مكان قرب دابق بين حلب (سوريا وأنطاكيا ( تركيا ) ، وصلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى الذى قال : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق .. ) ، ثم قال : ( فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فاذا تصافوا للقتال ) . أى : إذا استعد الفريقان والجيشان للنزال ، وللمقاتلة ، وللتلاحم ، ولبدء المعركة الفاصلة الحاسمة ( قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ) .