قصيدة سلفيت

قصيدة سلفيت ياعاصمة قلبي
بالفصحى
سلفيت يا جارة الوادي
سلفيت يا زيتون بلادي
يا طائرا مغردا على أغصان قلبي
وعلى هضاب الروح شادي
يا كوكبا ورديا يسير في دمي
يا بركانا بنفسجيا في فؤادي
أنا قادم اليك يا سلفيت
أنا قادم اليك يا سلفيت
مشتاق مدجج بالحب
والرحلة في بدايتها
والعمر غدى غادي
يا زعترا بريا
يا خوخا معطرا ملوننا
والندى نادي
أني أعلن عليك الحب
أني أعمّدك بالحب
أني اتوجك بالحب
وأتوجك بزهر الدرّاق والجلنار
وأنثر ما بين الحاجب والحاجب
مسحوق الياسمين بالهال والبهار
أني احبك بصدق فأنت حبيبتي
وعندما يتغزل بك شاعر غيري
لا أحزن ولا أغضب ولا اعتب
ولكني من غزله عليك أغار
سلفيت يا عاصمة القلب
سلفيت يا حب الحب
أني اتوجك بالورد وأكللك بالغار
كلما نادى المنادي
أني عاشق لسلفيت
أني متيّم بسلفيت
فنادي يا منادي
لوحي لي بذراعيك من بعيد
وأفردي لي بجناحيك على جبيني
وبرمشيك دفئّيني وغطيني
وبحضنك الدافئ أغمريني
وبشوق النوارس والسنونو
للحب في الموارس وللحب فأحضنيني
وبشوق طائر الدوري لشقوق
جدرانكالشامخة ولمزاريبك العتيقة
أحبّك أيتها الشقيقة
أنا مدمن للغربة ومدمن للوحدة
فكوني لي الصديقة
أنا شاعر غجري يساري مشتت
فكوني لي الرفيقة
أنا شاعر بلا وشم يميّزني
فكون الوسم في وشمي
أنا شاعر بلا أسم يعجبني
فكوني الطعم في أسمي
أنا لوحة بلا لون يلونني
فصيري اللون في رسمي
أنا ساعة بلا وقت يبعثرني
فكوني الوقت في يومي
أنا حالم بلا نوم يأخذني
فكوني الحلم في نومي
فأنا من عبوري ( لجسر الكرامة )
ومنذ أن لفظني حوت الغربة
أبحث عن مدينة فلسطينية
تقتلني بجمال بجمال جمالها
وتسحرني بالزعتر البري
الذي ينمو عشوائيا
على خدود هضابها كالوشم
أنا باحث عن مدينة
تتكحّل بالبابونج وبالعكّوب
وتتزنّر بالبلوط وبالخرّوب
تبذر روحي في سهولها
كما يبذر الفلآح الحبوب
أموت في عشقها
وعن عشقها لا أتوب
أنا باحث
عن مدينة في هيئة أنثى
وعن أنثى في هيئة مدينة
تتجمّل وتتعطّر من أجلى بالميرميّة
وتسقيني شاي الحطب
على الرّيق بالميرمية
وتداويني أذا ما أرتفعت حرارتي
بسحلب الميرميّة
وتبذرني أذا ما قبلتها
كبذور الميرميّة
فأنا فلاّح فلسطيني
بالوراثة أعشق العيون
وبالوراثة أعشق الميرميّة
أنا باحث عن مدينة
تعتّق لي زيت الزيتون في شعرها
وتتغندر بالنّعناع وبالحنّون وبالرّياحين
وينبت في ضفائرها النّرجس والياسمين
تستقبليني بالحب وتوذدعني بالحنين
تدفّئني بعينيها من بدايات تشرين
وترسل أشجارها توتا ولوزا
وجوزا وعنبا وزيتونا
وتركض هي مع أشجارها
وتقدم الحب في فنجان قهوتها
في أستقبال القادمين
وتعشق من تعشق على طريقتها
وتقاوم الأعداء على طريقتها
وتكره من تكره على طريقتها
وتقتل من تقتل على طريقتها
ويتّسع قلبها لجميع العاشقين
أنا عاشق بلا عشق
فكوني لي العشيقة
ومدي لي الأيادي
فقد تعبت من السفر
سلفيت في نحر العدى
من المدى الى المدى
من الصدى الى الصدى
جاء المغول العابرون بجيشهم
قاتلت وتوكّلت وتكفّنت وتخندقت
وتمترست فأستبسلت فأستشهدت
لكنها لكنها لكنها
ما نكّست علما ولا راية
جاء التّتار العابرون برجسهم بنجسهم
قاومت وقاومت وقاومت
قاتلت واستلحمت ما أستسلمت
ما نكّست علما ولا راية
بفجرها وأستبشرت
بشهيدها وفاخرت
بجريحها ما قصّرت
بأسيرها ما ساومت
حب الوطن قد أرضعت
وبعزها فتوشّحت
وبغارها فتكللت
بنسائها برجالها
بشيوخها بشبابها
بصغيرها بكبيرها
بقدّها بقديدها
سلفيت يا أخت القرى
سلفيت يا شمس القرى
سلفيت هل تسمعين ندائها
سلفيت ما صنع الجدار ؟؟؟
سلفيت ما صنع الحصار ؟؟؟
ماصنع المجوس ما صنع التتار ؟؟؟
ما صنع القصف وما صنع الدّمار ؟؟؟
سلفيت تنهض من جديد
لا تكترث الى حصار
سلفيت تنهض كالعنقاء
كالمهرة العفيّة
كالبنيّة كالصبيّة
كطائر من نرجس وفولاذ الحديد
سلفيت تنهض من جديد
من تحت الرّماد من وسط الدّمار
من تحت الركام ومن عمق الغبار
سلفيت تأبى ان تعيش
في عصر النخاسة والعبيد
يا طائر الفينيق أنهض .....
يا طائر الفينيق حلق .....
الآن في عينيك عيد
سلفيت تنهض من جديد
سلفيت رايات مجد سطّرت
بشهيدها بجريحها بأسيرها
سلفيت ترنوا للعلا
وفي الأعالي بمجدها
كل المواويل أرتوت
من صدقها بدمائها
كل القرى قد وحّدت
وتجمذعت بلوائها
أنت الحبيبة يا حبيبة
وأنا اموت بعشقها
الحقوق للشاعر عمر القاضي
باااااااااااااائع الورد

أنا باحث عن مدينة
تعتّق لي زيت الزيتون في شعرها
وتتغندر بالنّعناع وبالحنّون وبالرّياحين
وينبت في ضفائرها النّرجس والياسمين
تستقبليني بالحب وتوذدعني بالحنين
تدفّئني بعينيها من بدايات تشرين
وترسل أشجارها توتا ولوزا
وجوزا وعنبا وزيتونا
وتركض هي مع أشجارها
وتقدم الحب في فنجان قهوتها
في أستقبال القادمين
وتعشق من تعشق على طريقتها