عرف الكنعانيون الأزياء منذ الألف السابعة للميلاد، كما عرفوا التطريز منذ العام 4500 قبل الميلاد. وهذا ما أظهرته اللوحات الجدارية. وقد ذاع صيت التطريز الكنعاني الذي حلق مع طائر النورس من أرض فلسطين عبر المتوسط إلى بحر إيجة حيث ارتداه القساوسة والرهبان الأوربيون قديماً. وكما يزيف الصهاينة التاريخ، ونظراً لأهمية التراث، فقد سرق الصهاينة التراث الشعبي الفلسطيني، كما سرقوا الأرض، وبذلك حاولوا طمس الفلكلور الشعبي وتزييفه. ولأجل هذا وترسيخاً للهوية والحضارة والتاريخ الفلسطيني أقيم معرض (البيت الفلسطيني) على هامش الاجتماع الاستثنائي العالمي للأحزاب الشيوعية و العمالية للتضامن مع فلسطين والقضايا العربية، وقد شاركت في المعرض المراكز والمؤسسات الفلسطينية التراثية لتعريف الوفود المتضامنة على التراث الذي ينتقل عبقه من ذاكرة الشيوخ والأجداد إلى أحلام الأطفال.
انتقلت جريدة (النور) إلى صالة العرض لإلقاء الضوء على مشاركة هذه المراكز. وبداية كان لابد من معرفة الجندي المجهول الحريص على إقامة هذا المعرض المتمثل بالرفيقة زينب نبّوه عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري وعضوة في قيادة رابطة النساء السوريات، ومن مؤسِّسات اللجنة النسائية العربية في سورية لدعم الانتفاضة، فسألناها: ما الذي دفعكم إلى تبني هذا المعرض التراثي الفلسطيني؟ فقالت: (إن القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية، وقد قمنا مع المنظمات النسائية العربية في سورية بمبادرات عديدة وفعاليات تضامنية مع القضية الفلسطينية بهدف توضيح القضية وإيصال ذلك إلى المنظمات الدولية (اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، والمفوضية الأوربية، ومركز الأمم المتحدة في دمشق، والسفارات الأجنبية في دمشق)، وتم تشكيل اللجنة النسائية العربية لدعم الانتفاضة الأولى عام 1987، وقد هدأت اللجنة فترة بسبب هدوء الأوضاع، ثم عادت إلى نشاطها مع انطلاقة الانتفاضة الثانية، وما زالت حتى الآن. هدف اللجنة هو التضامن مع القضية الفلسطينية ودعمها بشتى الوسائل.
وعندما أعلن الحزب الشيوعي السوري عن الدعوة إلى الاجتماع العالمي للأحزاب الشيوعية والمنظمات العمالية تحت شعار (التضامن مع الشعب الفلسطيني) ارتأى الحزب والفصائل الفلسطينية إقامة هذا المعرض لتأكيد وترسيخ القضية الفلسطينية بهدف تعريف العالم بتراث الشعب الفلسطيني، تاريخه، حياته، ثقافته، فنه، نضالاته.. ولأن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيره المستقبلي سيكون كبيراً جداً حتماً، وسيكون له تأثير إيجابي على قضية الشعب الفلسطيني العادلة. تعاوننا الوثيق جداً مع الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية انبثق عنه هذا المعرض، حيث برزت فيه فلسطين موحدة تحت العلمين الفلسطيني والسوري، وقد لاقى المعرض ارتياحاً كبيراً من الزوار والإعلاميين. ثم سألناها عن البيت السوري المعرّف بالتراث السوري لأن التضامن هو مع سورية والجولان الصامد أيضاً؟ فأجابت:
++ سورية دولة وطنية حرة مستقلة، وتراثها الوطني موجود في كل مكان (المعارض، المتاحف، الأوابد الأثرية). وهذا المعرض تجسيد للقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني من أجل تحرره وعودته إلى بلاده، فهو مصمم على تحقيق الطموح للحرية والاستقلال، ويجب أن تدعمه كل قوى التحرر بالعالم. وأحببنا نقل صورة حضارية لتاريخ طويل.
+ برأيك ما سبب ضعف تمثيل المرأة في الاجتماع؟ وهل يعكس هذا تمثيلها الفعلي، خاصة بالهيئات القيادية؟
++ المرأة موجودة في الاجتماع العالمي للأحزاب، وقد ترأست بعض النساء وفود أحزابها: فرنسا، بريطانيا، أمريكا، كوبا، لبنان، وغيرها من الأحزاب.
وصحيح أن وجود المرأة في مواقع القرار السياسي ضعيف،خاصة في البلدان العربية نتيجة تخلف هذه المجتمعات وتأثير ذلك على المرأة، غير أن الأحزاب الشيوعية تناضل من أجل تطوير المرأة وتمكينها من أجل الوصول إلى هذه المواقع.. وعلى المنظمات النسائية أن يلعبن دوراً فعالاً في هذا الموضوع.. لأنه يستحيل تطور المجتمع دون تطور المرأة.
+ ما هو دور رابطة النساء السوريات في ذلك؟
++ الرابطة من أول المنظمات النسائية السورية ذات الطابع السياسي. كان يوجد جمعيات خيرية واجتماعية، تأسست الرابطة عام 1948 ولعبت دوراً هاماً بالدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وما زالت تناضل من أجل قضايا كثيرة خاصة ما يتعلق بالتشريع. في عام 1953 صدر قانون الأحوال الشخصية بالاستناد إلى القانونين العثماني والفرنسي، تغير هذا القانون في تركيا وفرنسا ومازلنا متمسكين به؟! في العام 1972 صدر الدستور الوطني السوري الذي وقانون الأحوال الشخصية المعمول به حالياً يتناقض معه، نناضل ليكون يكون قانون الأحوال الشخصية متوافقاً مع الدستور الوطني، ومع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة. فمثلاً: المطلوب تعديل قانون الجنسية وحق المرأة السورية في منح الجنسية لأولادها. طرح مؤخراً مشروع قانون معدل للأحوال الشخصية لكنه كان سلبياً، وسحب بقرار إلى الجهات المختصة لتعديله، يجب تحديد الملامح لأي قانون نريد، فالتطور التنموي الذي حققته المرأة في سورية يتناقض مع القوانين الموضوعة ويجب تعديلها بما يتوافق مع تطورها، تم التعديل في تونس،ومصر والأردن، أما عندنا فلا!
+ يمتاز الشعب الفلسطيني بوحدة جميع طوائفه وأطيافه الدينية، فهم موحّدون بالتاريخ والمصير، وهانحن أولاء نرى الوحدة تتجسد بهذا المعرض فتشارك فيه المرأة إلى جانب الرجل، والتراث المسيحي لا يتميز عن الإسلامي إلا بالإيقونات والملامح الدينية، وها هو ذا التجمع النسائي الأرثوذكسي الفلسطيني يشارك في المعرض.
++الانتفاضة فرضت علينا تشكيل التجمع لدعمها، وبما أن بيت لحم مشهورة بالصدف وأخشاب شجر الزيتون لذلك فالإنتاج لدينا معظمه من بيت لحم (مسابح، صلبان، زيت، ماء، تراب) من الأرض المقدسة للتأكيد على التراث والهوية الفلسطينية، إضافة إلى الأزياء التي يزيد عمر بعضها على مئة عام، وتشتهر بالغرزة التي تميز ملابس المناطق الفلسطينية كافة.
أما بقية مراكز التراث والتأهيل المهني النسوي فتتميز أهدافها بتأكيد أصالة التراث الكنعاني الفلسطيني ونشره عبر العالم، والدخول لكل منزل بالشتات لربط كل أبناء فلسطين بجذورهم، إضافة لتمكين المرأة الفلسطينية وتأمين فرص العمل لها ورفع سويتها اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، ومحاكاة العصر من خلال تحديث الأزياء بما يتواكب مع التطورات المختلفة. وهذا كله يعني توثيق التراث الفلسطيني بوحداته المناطقية باعتبار أن الحفاظ على التراث هو خدمة وطنية وقومية تقف في وجه العدوان الصهيوني الذي يسعى حثيثاً لسرقته، ويحاول طمسه كجزء من محاولته طمس الذاكرة والهوية الفلسطينية. هذا ما أكدته السيدة هدى عبد الكريم من مشغل العودة للتراث الفلسطيني التابع لمؤسسة فرح، التي شاركت بالمعرض إلى جانب نادي فتيات فلسطين ومؤسسة بيسان ومؤسسة الخالصة.
كما التقينا الفنان التشكيلي محمد الركوعي، صاحب مركز الجليل للأشغال اليدوية والفن التشكيلي، وسألناه: كيف راودتك فكرة إنشاء المركز، ومن أين التسمية؟ فقال: خلال وجودي في المعتقل الصهيوني تصورت أنه لا يمكن للاحتلال السماح لي بالعودة إلى عملي كمدرس، لأنهم لا يعيدون إلى لعمل من قام بعمل نضالي مسلح، لذلك قررت كفنان العمل ضمن اهتماماتي، ومنها العمل اليدوي، بعد مضي 13 عاماً من السجن وجدت نفسي في سورية إثر عملية الجليل لتبادل الأسرى، ومن هنا أتت تسمية المركز، إضافة لأن الاسم شامل لتجمع كبير من القرى والمناطق الفلسطينية واللبنانية.
+ ما الهدف من المركز؟
++ الجانب التجاري موجود لأنه مصدر عيش لي وللعديد من الأسر التي أعتمد على بعض أبنائها وبناتها للعمل معي، خاصة أسر الشهداء والمناضلين. والأهم من هذا إحياء الذاكرة الفلسطينية، فنحن اللاجئين لا نحرر فلسطين مباشرة، لكننا نساهم في تذكير الأجيال المتلاحقة بحقها في العودة وحب فلسطين وتحرير الأرض، هذا الفن إلى جانب الأغنية التراثية والمسرح والأدب كلها أدوات لمقاومة الاحتلال الصهيوني، ونعد أنفسنا سنداً للداخل.
+ ماذا تعني المشاركة في المعرض بالنسبة لك؟ وما هي أبرز المعارض التي شاركت بها؟
++ مشاركتي بالمعرض فيها تعريف بالقضية الفلسطينية وشهرة لتراثنا الشعبي الفلسطيني، وأنا ألبي دعوة كل من يطلب مني المشاركة حتى لو كانت للعرض فقط. وماذا يساوي عملنا مقابل تضحيات الشهداء والأسرى والمناضلي؟
شاركت في العديد من المعارض الداخلية والخارجية (معرض دمشق الدولي، احتفالية القدس عاصمة الثقافة، معارض اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والسوريين، إضافة إلى معارض خاصة بي، وآخرها في بلغاريا بدعوة من سفارة فلسطين وبرعاية رجال الأعمال الفلسطينيين هناك. فقد ساهم الرأسمال الوطني في تغطية نفقات المعرض وإنجاحه فنياً وإعلامياً ومادياً واجتماعياً بصفوف الشعب البلغاري الصديق، وبحضور جميع السفارات العربية والأوربية، وقاطعته أمريكا وإسرائيل فقط.
+ تتميز معظم لوحاتك بوجود المرأة الفلسطينية بملامحها المتميزة، ماذا تعني المرأة عند الركوعي؟
ـ المرأة تعني العطاء والأرض وهي أم الشهداء التي تربينا، فالأم هي التي تربي أكثر من الأب، المرأة الفنانة، المرأة المناضلة هي رمز وتعني الوطن.
إنتاج يدوي آخر يمتاز به الفنان الفلسطيني أحمد الشهابي صاحب (البيت الفلسطيني) ذلك البيت الذي يحرص الفنان على الاحتفاظ بمفتاحه إشارة إلى حق العودة الذي لا تنازل عنه، ودعوة للأجيال المتلاحقة للتمسك بهذا الحق الذي منحته إياه الشرعية الدولية، واعتماده بالإنتاج على الخشب (حرق، رسم، نحت، وأشغال يدوية أخرى مميزة) لإحياء الذاكرة الفلسطينية خاصة بالتوجه للشباب الذين يراهن عليهم العدو بظنه أن القضية ستموت بوفاة الجيل الأول والثاني، لكن الشهابي يصر على التواصل من جيل إلى آخر.
مسك الختام كان مع الشيخ السبعيني خميس الجردات الزنغري الذي تتميز زاويته في كل المعرض، حيث التوثيق العفوي النابع من حب فلسطين وعبق أرضها، مؤكداً أن التوثيق من الروح الوطنية والحفاظ على الهوية والجنسية الفلسطينية وكي لا ننسى، الجيل يسلّم الجيل الذي يليه لذلك احتفظ بالهدايا والصور منذ العام 1937 فهو يحتفظ بأرشيف صحفي مميز لأعداد من الجرائد الفلسطينية منذ العهد التركي والاحتلال البريطاني، وتوثيق المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، جوازات سفر ووثائق فلسطينية لأقارب وأصدقاء، كواشين الأراضي التي كان يملكها مع أسرته وأهل بلدته، إضافة إلى الطوابع والعملات وأختام البلديات، إضافة إلى حرصه على اقتناء الأدوات الزراعية والتجهيزات المنزلية، وفيها السجاد والبسط اليدوية والمخدات والأثواب المطرزة الفلسطينية المغرقة بالقدم، وكذلك اللباس الشعبي للرجل الفلسطيني.. إلخ. كل هذا من موقع الحفاظ على التراث الذي هو هويتنا كما يقول، ولن نسمح للإسرائيليين بطمس هويتنا. ويدعو الشباب والأجيال المتعاقبة إلى التمسك به والحرص عليه، ويوصي بأن يدفن بفلسطين وإن تحررت بعد موته أن تنقل عظامه ليسكن رمل النقب، ولا يقبل بالبقاء خارج بلده فلسطين التي هي أمه. له إصداران: الجذور التاريخية للزنغرية 2004ـ 110 صفحات، والإرهاب الصهيوني 2006 ـ 260 صفحة
انتقلت جريدة (النور) إلى صالة العرض لإلقاء الضوء على مشاركة هذه المراكز. وبداية كان لابد من معرفة الجندي المجهول الحريص على إقامة هذا المعرض المتمثل بالرفيقة زينب نبّوه عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري وعضوة في قيادة رابطة النساء السوريات، ومن مؤسِّسات اللجنة النسائية العربية في سورية لدعم الانتفاضة، فسألناها: ما الذي دفعكم إلى تبني هذا المعرض التراثي الفلسطيني؟ فقالت: (إن القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية، وقد قمنا مع المنظمات النسائية العربية في سورية بمبادرات عديدة وفعاليات تضامنية مع القضية الفلسطينية بهدف توضيح القضية وإيصال ذلك إلى المنظمات الدولية (اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، والمفوضية الأوربية، ومركز الأمم المتحدة في دمشق، والسفارات الأجنبية في دمشق)، وتم تشكيل اللجنة النسائية العربية لدعم الانتفاضة الأولى عام 1987، وقد هدأت اللجنة فترة بسبب هدوء الأوضاع، ثم عادت إلى نشاطها مع انطلاقة الانتفاضة الثانية، وما زالت حتى الآن. هدف اللجنة هو التضامن مع القضية الفلسطينية ودعمها بشتى الوسائل.
وعندما أعلن الحزب الشيوعي السوري عن الدعوة إلى الاجتماع العالمي للأحزاب الشيوعية والمنظمات العمالية تحت شعار (التضامن مع الشعب الفلسطيني) ارتأى الحزب والفصائل الفلسطينية إقامة هذا المعرض لتأكيد وترسيخ القضية الفلسطينية بهدف تعريف العالم بتراث الشعب الفلسطيني، تاريخه، حياته، ثقافته، فنه، نضالاته.. ولأن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيره المستقبلي سيكون كبيراً جداً حتماً، وسيكون له تأثير إيجابي على قضية الشعب الفلسطيني العادلة. تعاوننا الوثيق جداً مع الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية انبثق عنه هذا المعرض، حيث برزت فيه فلسطين موحدة تحت العلمين الفلسطيني والسوري، وقد لاقى المعرض ارتياحاً كبيراً من الزوار والإعلاميين. ثم سألناها عن البيت السوري المعرّف بالتراث السوري لأن التضامن هو مع سورية والجولان الصامد أيضاً؟ فأجابت:
++ سورية دولة وطنية حرة مستقلة، وتراثها الوطني موجود في كل مكان (المعارض، المتاحف، الأوابد الأثرية). وهذا المعرض تجسيد للقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني من أجل تحرره وعودته إلى بلاده، فهو مصمم على تحقيق الطموح للحرية والاستقلال، ويجب أن تدعمه كل قوى التحرر بالعالم. وأحببنا نقل صورة حضارية لتاريخ طويل.
+ برأيك ما سبب ضعف تمثيل المرأة في الاجتماع؟ وهل يعكس هذا تمثيلها الفعلي، خاصة بالهيئات القيادية؟
++ المرأة موجودة في الاجتماع العالمي للأحزاب، وقد ترأست بعض النساء وفود أحزابها: فرنسا، بريطانيا، أمريكا، كوبا، لبنان، وغيرها من الأحزاب.
وصحيح أن وجود المرأة في مواقع القرار السياسي ضعيف،خاصة في البلدان العربية نتيجة تخلف هذه المجتمعات وتأثير ذلك على المرأة، غير أن الأحزاب الشيوعية تناضل من أجل تطوير المرأة وتمكينها من أجل الوصول إلى هذه المواقع.. وعلى المنظمات النسائية أن يلعبن دوراً فعالاً في هذا الموضوع.. لأنه يستحيل تطور المجتمع دون تطور المرأة.
+ ما هو دور رابطة النساء السوريات في ذلك؟
++ الرابطة من أول المنظمات النسائية السورية ذات الطابع السياسي. كان يوجد جمعيات خيرية واجتماعية، تأسست الرابطة عام 1948 ولعبت دوراً هاماً بالدفاع عن حقوق المرأة والطفل، وما زالت تناضل من أجل قضايا كثيرة خاصة ما يتعلق بالتشريع. في عام 1953 صدر قانون الأحوال الشخصية بالاستناد إلى القانونين العثماني والفرنسي، تغير هذا القانون في تركيا وفرنسا ومازلنا متمسكين به؟! في العام 1972 صدر الدستور الوطني السوري الذي وقانون الأحوال الشخصية المعمول به حالياً يتناقض معه، نناضل ليكون يكون قانون الأحوال الشخصية متوافقاً مع الدستور الوطني، ومع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة. فمثلاً: المطلوب تعديل قانون الجنسية وحق المرأة السورية في منح الجنسية لأولادها. طرح مؤخراً مشروع قانون معدل للأحوال الشخصية لكنه كان سلبياً، وسحب بقرار إلى الجهات المختصة لتعديله، يجب تحديد الملامح لأي قانون نريد، فالتطور التنموي الذي حققته المرأة في سورية يتناقض مع القوانين الموضوعة ويجب تعديلها بما يتوافق مع تطورها، تم التعديل في تونس،ومصر والأردن، أما عندنا فلا!
+ يمتاز الشعب الفلسطيني بوحدة جميع طوائفه وأطيافه الدينية، فهم موحّدون بالتاريخ والمصير، وهانحن أولاء نرى الوحدة تتجسد بهذا المعرض فتشارك فيه المرأة إلى جانب الرجل، والتراث المسيحي لا يتميز عن الإسلامي إلا بالإيقونات والملامح الدينية، وها هو ذا التجمع النسائي الأرثوذكسي الفلسطيني يشارك في المعرض.
++الانتفاضة فرضت علينا تشكيل التجمع لدعمها، وبما أن بيت لحم مشهورة بالصدف وأخشاب شجر الزيتون لذلك فالإنتاج لدينا معظمه من بيت لحم (مسابح، صلبان، زيت، ماء، تراب) من الأرض المقدسة للتأكيد على التراث والهوية الفلسطينية، إضافة إلى الأزياء التي يزيد عمر بعضها على مئة عام، وتشتهر بالغرزة التي تميز ملابس المناطق الفلسطينية كافة.
أما بقية مراكز التراث والتأهيل المهني النسوي فتتميز أهدافها بتأكيد أصالة التراث الكنعاني الفلسطيني ونشره عبر العالم، والدخول لكل منزل بالشتات لربط كل أبناء فلسطين بجذورهم، إضافة لتمكين المرأة الفلسطينية وتأمين فرص العمل لها ورفع سويتها اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، ومحاكاة العصر من خلال تحديث الأزياء بما يتواكب مع التطورات المختلفة. وهذا كله يعني توثيق التراث الفلسطيني بوحداته المناطقية باعتبار أن الحفاظ على التراث هو خدمة وطنية وقومية تقف في وجه العدوان الصهيوني الذي يسعى حثيثاً لسرقته، ويحاول طمسه كجزء من محاولته طمس الذاكرة والهوية الفلسطينية. هذا ما أكدته السيدة هدى عبد الكريم من مشغل العودة للتراث الفلسطيني التابع لمؤسسة فرح، التي شاركت بالمعرض إلى جانب نادي فتيات فلسطين ومؤسسة بيسان ومؤسسة الخالصة.
كما التقينا الفنان التشكيلي محمد الركوعي، صاحب مركز الجليل للأشغال اليدوية والفن التشكيلي، وسألناه: كيف راودتك فكرة إنشاء المركز، ومن أين التسمية؟ فقال: خلال وجودي في المعتقل الصهيوني تصورت أنه لا يمكن للاحتلال السماح لي بالعودة إلى عملي كمدرس، لأنهم لا يعيدون إلى لعمل من قام بعمل نضالي مسلح، لذلك قررت كفنان العمل ضمن اهتماماتي، ومنها العمل اليدوي، بعد مضي 13 عاماً من السجن وجدت نفسي في سورية إثر عملية الجليل لتبادل الأسرى، ومن هنا أتت تسمية المركز، إضافة لأن الاسم شامل لتجمع كبير من القرى والمناطق الفلسطينية واللبنانية.
+ ما الهدف من المركز؟
++ الجانب التجاري موجود لأنه مصدر عيش لي وللعديد من الأسر التي أعتمد على بعض أبنائها وبناتها للعمل معي، خاصة أسر الشهداء والمناضلين. والأهم من هذا إحياء الذاكرة الفلسطينية، فنحن اللاجئين لا نحرر فلسطين مباشرة، لكننا نساهم في تذكير الأجيال المتلاحقة بحقها في العودة وحب فلسطين وتحرير الأرض، هذا الفن إلى جانب الأغنية التراثية والمسرح والأدب كلها أدوات لمقاومة الاحتلال الصهيوني، ونعد أنفسنا سنداً للداخل.
+ ماذا تعني المشاركة في المعرض بالنسبة لك؟ وما هي أبرز المعارض التي شاركت بها؟
++ مشاركتي بالمعرض فيها تعريف بالقضية الفلسطينية وشهرة لتراثنا الشعبي الفلسطيني، وأنا ألبي دعوة كل من يطلب مني المشاركة حتى لو كانت للعرض فقط. وماذا يساوي عملنا مقابل تضحيات الشهداء والأسرى والمناضلي؟
شاركت في العديد من المعارض الداخلية والخارجية (معرض دمشق الدولي، احتفالية القدس عاصمة الثقافة، معارض اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والسوريين، إضافة إلى معارض خاصة بي، وآخرها في بلغاريا بدعوة من سفارة فلسطين وبرعاية رجال الأعمال الفلسطينيين هناك. فقد ساهم الرأسمال الوطني في تغطية نفقات المعرض وإنجاحه فنياً وإعلامياً ومادياً واجتماعياً بصفوف الشعب البلغاري الصديق، وبحضور جميع السفارات العربية والأوربية، وقاطعته أمريكا وإسرائيل فقط.
+ تتميز معظم لوحاتك بوجود المرأة الفلسطينية بملامحها المتميزة، ماذا تعني المرأة عند الركوعي؟
ـ المرأة تعني العطاء والأرض وهي أم الشهداء التي تربينا، فالأم هي التي تربي أكثر من الأب، المرأة الفنانة، المرأة المناضلة هي رمز وتعني الوطن.
إنتاج يدوي آخر يمتاز به الفنان الفلسطيني أحمد الشهابي صاحب (البيت الفلسطيني) ذلك البيت الذي يحرص الفنان على الاحتفاظ بمفتاحه إشارة إلى حق العودة الذي لا تنازل عنه، ودعوة للأجيال المتلاحقة للتمسك بهذا الحق الذي منحته إياه الشرعية الدولية، واعتماده بالإنتاج على الخشب (حرق، رسم، نحت، وأشغال يدوية أخرى مميزة) لإحياء الذاكرة الفلسطينية خاصة بالتوجه للشباب الذين يراهن عليهم العدو بظنه أن القضية ستموت بوفاة الجيل الأول والثاني، لكن الشهابي يصر على التواصل من جيل إلى آخر.
مسك الختام كان مع الشيخ السبعيني خميس الجردات الزنغري الذي تتميز زاويته في كل المعرض، حيث التوثيق العفوي النابع من حب فلسطين وعبق أرضها، مؤكداً أن التوثيق من الروح الوطنية والحفاظ على الهوية والجنسية الفلسطينية وكي لا ننسى، الجيل يسلّم الجيل الذي يليه لذلك احتفظ بالهدايا والصور منذ العام 1937 فهو يحتفظ بأرشيف صحفي مميز لأعداد من الجرائد الفلسطينية منذ العهد التركي والاحتلال البريطاني، وتوثيق المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، جوازات سفر ووثائق فلسطينية لأقارب وأصدقاء، كواشين الأراضي التي كان يملكها مع أسرته وأهل بلدته، إضافة إلى الطوابع والعملات وأختام البلديات، إضافة إلى حرصه على اقتناء الأدوات الزراعية والتجهيزات المنزلية، وفيها السجاد والبسط اليدوية والمخدات والأثواب المطرزة الفلسطينية المغرقة بالقدم، وكذلك اللباس الشعبي للرجل الفلسطيني.. إلخ. كل هذا من موقع الحفاظ على التراث الذي هو هويتنا كما يقول، ولن نسمح للإسرائيليين بطمس هويتنا. ويدعو الشباب والأجيال المتعاقبة إلى التمسك به والحرص عليه، ويوصي بأن يدفن بفلسطين وإن تحررت بعد موته أن تنقل عظامه ليسكن رمل النقب، ولا يقبل بالبقاء خارج بلده فلسطين التي هي أمه. له إصداران: الجذور التاريخية للزنغرية 2004ـ 110 صفحات، والإرهاب الصهيوني 2006 ـ 260 صفحة
الله يسلمك
لا شكر عبى
» جميع ابراج 7-5-2019 فرند بوك مرح
» الحوت 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الحوت
» الدلو 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الدلو
» الجدي 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الجدي
» القوس 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج القوس
» العقرب 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج العقرب
» الميزان 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج الميزان
» العذراء 6-5-2019 للتسلية والمرح فقط لا تربطوا حياتكم بها فرند بوك مرح برج العذراء